Friday, March 28, 2008

كنت أظنك أقوى


كنت أظن أنك أقوى من ذلك...كنت أظن أنك أقوى من أن تسقط بتلك السهولة فريسة للإحباط والحزن والكآبة ...لم تكن تلك أقوى ما مر بك من صعوبات الحياة ولن تكون الأخيرة ..إذا واجهنا الحياة بتلك الطريقة فأعتقد أن هناك الكثير يستحقون حياتك أكثر منك ..يتمنون حياتك ..وأنت لا تستحقها أبداً...؟
لن تكون أخر الأحزان, ستواجهك الكثير منها ويمكن أن تكون أكثر مها صعوبة ..هل هي نهاية العالم ؟ لا ليست نهاية العالم ؟ هل هي آخرهن ؟ لا
إذن على ماذا الحزن ؟ أنا لا أقول لك لاتحزن ولكن لاتغالي في أحزانك ...أن أعرف أنك تعلم هذا الكلام عن ظهر قلب ..ولكنك أهملته ..؟ إلى متى ستظل باكياً على الأطلال ؟ إلى متى ستظل جالساً وسط ركام أحزانك ..الحياة لن تنتظرك حتى تنتهي ..الحياة لن تواسيك..الحياة لا تواسي أحداً ؟
الجميع يتحرك من حولك وأنت مازلت واقفاً مكانك..؟ تعرف على أشخاص جدد ..جرب أشياء جديدة..؟
..........
هناك أشياء صغيرة تمر علينا في الحياة يومياً لا نشعر بها
رشفة الماء العذب
أن تسند رأسك على الوسادة وتطبق أجفانك
طعم رشفة من فنجان القهوة
نسمة هواء تتنفسها
كلها تفاصيل بسيطة نقوم بها عشرات المرات في اليوم,حتى أننا لم نفكر يوماً في جدواها وماذا لو أفتقدناها ...هكذا نحن لا ندرك قيمة الشئ إلا بعد أن نفقده..وأيضاً الأشخاص لانشعر بقيمتهم إلا بعد أن يرحلوا..؟
ذلك الكائن الماكث داخلنا ..يعطينا أسباب الوجود والقدرة على إكمال الحياة...الحياة بدونه تعني الموت
إنه الأمل ...أن تجد نبته صغيرة منبثقة من بين شقوق الأرصفه بين ثنايا الحوائط والأسوار
أن تراعي الأم رضيعها بعد أن أخبروها أنه سيموت بسبب مرض تشبث بجسده الضئيل
أن نضحك رغم الألام التي تحيط بنا أملاً في غد أفضل
أن يرسم قلبان صغيران الأحلام على حائط الحب مع أن كل الظروف ضدهما
أن يصرخ الغريق مستغيثاً ويًُوقظ داخله غريزة البقاء
إنه الأمل ...لذا فالنتشبث في الأمل


Tuesday, March 25, 2008

وجع النايات



عندما لا تستطيع أن تفرق بين ذبابة وجزيرة في المحيط
هذا هو الهذيان
أجمع أقاصيص وقصاصات
وأنثرها في غرفة الأحلام
أهي غرفة أحلام أم غرفة تجارب
يتركوني فيها كفأر أصلع منزوع الأذنان والعينان واللسان
ماذا تبقى إذاً
يطبقون علي كل تجارب الاشتراط الإجرائي
وكل أنواع الاشتراط
ذلك هو أنا الفأر الأصلع
.............................
أحملق في خارطة العالم المعلقة على جداري
كأني أنظر إلى خارطة عمري وكم العبث المختزن بها
صوت عود حزين في أذني
ليس صوت عود فقط
وجع النايات
نايات فارقتها الألحان حتى عندما يعزف معزوفته
أجده مبحوحاً حزيناً
في ركن الغرفة البعيد أجلس لا تُسلط علي الأضواء
أبكي بلا دمع
بل دموعي تنساب داخلي
نحيبي تسمعه النايات
يسمعه نورس حزين فارقه بحاره
بعد أن فقد أجنحته ومنقاره
ذلك الصوت الذي تعجز عن سماعه باقي الكائنات
حتى أقربهم إلي
ألحان الناي بلحنها السرمدي
تنساب داخلي وتمتزج بدموعي
تمتزج بصخب الألوان العنيفة المختلطة
في فوضى من العبث
ذلك هو كم العبث المختزن داخلي

ليس من السهل أن تنساب دموعي أمام الآخرين
ربما يعشش الحزن بين جنبات جسدي المتهالك
ربما عرف عرف طريقا إلى روحي وسكنها
ولكني مازلت أجاهد
زار الخوف قلبي فانتحر
قالوا لي : مايحزنك ؟
قلت وهل الإنسان غير أكوام من الأحزان
هل تستطيعون سماعي يامن يدعون الحزن
تعالوا وشاطروني ليالي الحزن والسفر
ولدي من عمري وذكرى الأمس بعض من صور
فلتذهبون إلى الجحيم جميعكم ولا حتى بقايا تلك الصور
فتلك البسمات زيف في زيف
أتخدعوني أم تخدعوا أنفسكم
يامن خدعكم الزمن بسعادة فانية
بالتأكيد تلك البسمات والضحكات البائسة
على أنفسكم
لتكتمل ت
لك اللوحة العبثية
لن تجدي كل أنواع المسكنات أو المسكرات
مع وجع النايات
فألمها عميق
حفرته الأيام والسنوات
تلك النايات منزوعة الشفتان
ألحانها حزينة
كما لو كانت صوت بركان
خامد
بارد
شارد
------------------

أنا (الحزين)..؟
الأبيات باللون الأحمر للشاعر فاروق جويدة
© All rights reserved
pics from Flickr.com

Saturday, March 22, 2008

P A I N




للوهلة الأولى تحسبها ملاكا شاردا في ذلك الزى الأبيض النظيف تكوم شعرها في غطاء أبيض في جانبه زهرة وردية
قصيرة قليلا
حذائها الأبيض النظيف وذلك القرط الذهبي الدائري الذي طالما شردت بعض الخصلات الناعمة عليه..وجهها الصغير يكفيك فقط أن تطل عليك بوجهها كل صباح ..لا أعلم ولكن تكمن ملامح حزن في وجهها الأسمر والذي طالما يظهره الزي الأبيض هادئا
ربما ذلك الوجه يضفي قليلا من الدفء داخل الجدران الجليدية
والحوائط البيضاء الباردة والتي تلقي داخل نفوس المرضى برودا بشعا ..وذلك الصمت القاتل والهدوء المميت والذي يطبق بأنفاسه الكريهة على المكان ...
نسيت الألوان ..نسيت الأخضر والأحمر لم أعد أرى سوى ذلك اللون الأبيض الشاحب..تلك الستائر البيضاء وحتى الوجوه بيضاء
بياضاً يمكنه أن يقذف بك إلى عالم من العزلة والعتمة لملايين السنين
سيمفونية من صفارات الأجهزة الملقاة بجانبي ليلا نهارا كفيلة بأن تبقي العيون مفتوحة طيلة الليل
أنظر في المرأة لذلك الوجه الشاحب الكئيب ..أغسله ربما يزيل بعض الشحوب وتراكمات المرض
عندما أدركت أنني سأظل في ذلك الألم الأبدي ...تضاربت داخلي مشاعر الحزن والرضا وعدم المبالاة ...ربما هناك الكثير يعانون أكثر مني ..ولكن بإستثناء أن تشعر بأن دمك يسحب قطرة قطرة من أوصالك ويضخ مرة أخرى داخل أوردتك وشرا ينك ...تطول الأيام ولا تنتهي تلك الجلسات الأبدية ..
هناك ألم أخر ..هو الغد ..أيكون الغد ألما وأتكون زيارة الآخرين ألما..أتكون النظرات ألما...
أكره تلك النظرات..نظرات الشفقة..ربما تجعلني أبكي طوال الليل
كرهت مجرد دخول أحدهم... فقط, تلك البسمة الهادئة التي ترتسم على ذلك الوجه الأسمر الجميل ...
الموت ..أنها ألام الموت ..ربما أشعر في بعض الأحيان أن الموت أهون وأكثر راحة ..عندما تصل إلى تلك النقطة في حد ذاتها ألما ..أن تتمنى الموت ..مجرد الوجود بين تلك الجدران هي ألما
روائح المسكنات والمنومات ألما ..أن تعجز عن النوم من الألام هي
ألم
كل تلك الآلام تتوحد في ذلك الجسد الضئيل الضعيف في انتظار نهاية محتومة
مالكم تنظرون إلي هكذا ....هل سأموت ؟ نعم سأموت
وأنتم أيضا ستموتون ... مع أن أحدهم ربما يموت قبلي أيسخرون من أنفسهم أم من الموت أم من ماذا؟
أطالع تلك الوجوه المتشابهة الشاحبة أثناء سيري بين الغرف التي تشبه غرف السجون الكئيبة ..وأعود إلى غرفتي وأعود إلي ...أعود إلى نفسي قررت أن أظل وحدي
قررت أن أواجه الآلام وحدي ......سأظل منتظرا رغم طول الإنتظار ...سأظل أمتلك الأمل لزوال الآلام إلى الأبد
سأظل وحدي هنا بين جدران نفسي
سأظل منتظرا رحيلا إلى الأبد
طالما كنت وحدي
ولدت وحيدا وسأموت وحيدا وسأعيش وحيدا
أيام شاحبة كالوجوه
متشابهة تمر ببطئ ثقيل ممل
عندما تصبح كل أمانيك قرص منوم وقت اللزوم ودفتر وقلم وفنجان قهوة ..وأفضلها مرة كمرارة الأيام
فقط ذلك الوجه الأسمر الجميل سيظل دوما في الذاكرة
طالما نظرت في المرآة وحدثت ذلك الوجه الشاحب يذكرني أنه كان جميلا ...يخاطبني أنسيت ..لا.... كدت أنسى
-----------------
أنا لا أتمنى الألم ولكن مجرد إحساس بالأخرين الذين يعانون
The Pic from flickr by -sel


© All rights reserved

Saturday, March 15, 2008

صديقي البحر


إذا إعتبرنا أن الحياة رحلة طويلة لاتسير على وتيرة واحدة ...نجد فيها مالايعجبنا ونجد فيها مايعجبنا ...تكون هناك لحظات مفرحة ولحظات نبكي فيها ..لحظات نصرخ فيها بهستيريا ولحظات أخرى نتعب فيها من كثرة الضحك..لحظات تمر كأنها سنوات مملة رتيبة ...ولحظات أخرى نتمنى ألا تذهب... أشخاص نقابلهم نتعلق بهم حتى لم نعرفهم إلا أوقات قليلة ولكنهم أثروا فينا كما لو كنا نعرفهم من سنين طويلة ...؟

لا يوجد علاقة بين إنسان وإنسان أخر تسير على وتيرة واحدة كما لو كانت تلك العلاقات مثل الحياة ..تمتلئ بكل تلك اللحظات التي ذكرناها مع أننا خلقنا وحدنا وسوف نموت وحدنا و..ونحاسب في النهاية وحدنا أيضاً ..نحتاج طوال تلك الرحلة إلى أشخاص بعينهم نتقاسم معهم لحظات السعادة وأيضاً لحظات الحزن

لحظات التوتر

لحظات القلق

لحظات الدموع والبسمات

عندما نقترب أكثر إلى أولئك الأشخاص الذين نتقاسم معهم رغيف الحياة بلذته ومرارته ..نعرفهم عن قرب وتظهر كل العيوب والمزايا ويرجع الأمر إليك أن تكملا سوياً إقتسام الحياة أو تفترقا

إقتسام الحياة يندرج تحت وجود شريك الحياة ...أترون يُسمى شريك الحياة ..بالتأكيد أقصد هنا الزوجة

وأيضاً الصديق أرى أنه يسمى شريك الحياة ..وبالتأكيد لا يجب أن يكون أي صديق ..يجب أن يكون صديق في الخير والتي تنتقل إلى درجات أعلى وهي الأخوة والحب في الله...؟

دائماً ما أشبه صديقي بالبحر ..أحياناً هادئ وأحياناً مستكين وضعيف ..وأحياناً عاصف وغاضب وأحياناً قوى ...رأيته في كل تلك الأحوال ولأن صديقي البحر لايظل على حال معين ..يحتاج إلى ذلك البحار الذي يسبر أغواره ويتعامل معه بالطريقة المناسبة ..لاأعلم إذا كان هو قد عرفني في كل تلك الأحوال المتناقضة والمختلفة أم لا ...؟

ولكن الأهم أنني عرفته ...وشبهته بالبحر لأنني أحب البحر كثيراً وكم وددت أن نبقى لنهاية الرحلة وننتقل إلى الدرجات الأخرى

الأخوة في الله...؟

كل عام وأنت صديقى وأخي في الله يا....وليد زكي
---------------
الصورة من تصويري

Monday, March 03, 2008

الله

هل يوجد ذلك الشخص ...يسمعك عندما تحتاجه في أي وقت
.ينصت إليك كلما أردت البوح له
...يعطى ولاينتظر مقابل
..يسامح حتى إذا أخطأت في حقه
..حتى لو أغضبته يقابل السيئة بالأحسان
لايعاملك بالمثل...يهرول إليك
أتتخيل أن تنساه ولا ينساك أبداً
في تلك الأوقات الصعبة يذكرك به ..يًُهون عليك جفاء الأحباب
تلوذ إليه..تشكو إليه ضعفك وقلة حيلتك
أتتخيل أن تخطأ وتخطأ وتخطأ وهو يسامح ويسامح ويسامح
بالتأكيد هو ليس شخصاً
إنما ..ليس كمثله شئ إنه الله
نحن لانطيق أن نسامح من أخطأ معنا ..يكون التسامح صعباً في تلك الظروف ..ثقيلاً على النفس لأني بشر
ننسى بعضنا البعض ولكنه لا ينسانا أبداً..؟
تلك النفس البشرية الخطاءه ..ليس تلك من صفاتها...بل مانحاول أن نفعله أن نقترب من تلك الصفات النموذجيه
لاأتخيل الكون أوالوجود بدون إله ...لأننا بالفطرة مخلوق تابع ,ضعيف ,مخلوق ثانوي ,ضئيل بالنسبة لكل ماحوله ..فمن المستحيل أن يكون قد وُجد بالصدفة