Sunday, April 04, 2010

ألست رجلاً


ليست تلك هي نظرات الطفولة النقية , ليست تلك البسمة التي كانت ترتسم على شفتيك , فجأة ندرك أن الدهر والأيام فعلا فعلتهم بدون أن نشعر , سُلبنا شيئاً صعب أن ندركه في بعض الأحيان
كانا في الجنة وعندما أكلا الثمرة أدركا فجأة..نعم أدركا أنهما عاريان وكُشفت سوّءاتهما فبدءا بالبحث عن شيئا يغطيا به سوّءاتهما
كلما كبرنا كبرت مشاكلنا , أقصى مشاكلي عندما لم أكن قد تجاوزت العشر سنوات ربما تكون كوب الحليب الذي كنت أشربه كل صباح أو حتى فروض وواجبات متراكمة أما الأن بعد أن تعديت العشرون مشاكلي لم تعد كوب حليب أو واجبات متراكمة , فجأة ندرك (وستكرر هذة الكلمة كثيراً والغريب أن الإدراك يأتي فجاة)؟ تغيرات فسيولوجية متتابعة لا نفهما ولايحاول أحد شرحها حتى , فجأة ندرك أحاسيس غريبة تجاه الجنس الأخر ..ألعاب الطفولة في الشوارع ومداخل البيوت بين الصبيةوالفتيات ,فجأة سقط جدار زجاجي من السماء ليفصل بين الصبية والفتيات , لم أعد أعبر الطريق بمساعدة الآخرين ولم أعد أحتاج مساعدة في إنتقاء ملابسي وحذائي ولكني أصبحت أجلس في مجالس الرجال لأني أصبحت رجلاً وعندما أدخل على جمع من النساء ممن يجلسن مع أمي , يتسارعن في تغطية رؤسهن ...ألست رجلاً
أختار ما أدرس وأتحمل نتيجة الفشل وحدي, وأنجز مشاوري بنفسي , وأختار عملي وأبحث عنه بنفسي وأتحمل كل أخطائي...ألست رجلاً ...أقدم أوراقي لتأدية الخدمة العسكرية وأدخل الجيش..ألست رجلاً
لا أعلم لماذا أكلت الثمرة ...وللأسف كبرت كفاية لأدرك؟