Saturday, March 22, 2008

P A I N




للوهلة الأولى تحسبها ملاكا شاردا في ذلك الزى الأبيض النظيف تكوم شعرها في غطاء أبيض في جانبه زهرة وردية
قصيرة قليلا
حذائها الأبيض النظيف وذلك القرط الذهبي الدائري الذي طالما شردت بعض الخصلات الناعمة عليه..وجهها الصغير يكفيك فقط أن تطل عليك بوجهها كل صباح ..لا أعلم ولكن تكمن ملامح حزن في وجهها الأسمر والذي طالما يظهره الزي الأبيض هادئا
ربما ذلك الوجه يضفي قليلا من الدفء داخل الجدران الجليدية
والحوائط البيضاء الباردة والتي تلقي داخل نفوس المرضى برودا بشعا ..وذلك الصمت القاتل والهدوء المميت والذي يطبق بأنفاسه الكريهة على المكان ...
نسيت الألوان ..نسيت الأخضر والأحمر لم أعد أرى سوى ذلك اللون الأبيض الشاحب..تلك الستائر البيضاء وحتى الوجوه بيضاء
بياضاً يمكنه أن يقذف بك إلى عالم من العزلة والعتمة لملايين السنين
سيمفونية من صفارات الأجهزة الملقاة بجانبي ليلا نهارا كفيلة بأن تبقي العيون مفتوحة طيلة الليل
أنظر في المرأة لذلك الوجه الشاحب الكئيب ..أغسله ربما يزيل بعض الشحوب وتراكمات المرض
عندما أدركت أنني سأظل في ذلك الألم الأبدي ...تضاربت داخلي مشاعر الحزن والرضا وعدم المبالاة ...ربما هناك الكثير يعانون أكثر مني ..ولكن بإستثناء أن تشعر بأن دمك يسحب قطرة قطرة من أوصالك ويضخ مرة أخرى داخل أوردتك وشرا ينك ...تطول الأيام ولا تنتهي تلك الجلسات الأبدية ..
هناك ألم أخر ..هو الغد ..أيكون الغد ألما وأتكون زيارة الآخرين ألما..أتكون النظرات ألما...
أكره تلك النظرات..نظرات الشفقة..ربما تجعلني أبكي طوال الليل
كرهت مجرد دخول أحدهم... فقط, تلك البسمة الهادئة التي ترتسم على ذلك الوجه الأسمر الجميل ...
الموت ..أنها ألام الموت ..ربما أشعر في بعض الأحيان أن الموت أهون وأكثر راحة ..عندما تصل إلى تلك النقطة في حد ذاتها ألما ..أن تتمنى الموت ..مجرد الوجود بين تلك الجدران هي ألما
روائح المسكنات والمنومات ألما ..أن تعجز عن النوم من الألام هي
ألم
كل تلك الآلام تتوحد في ذلك الجسد الضئيل الضعيف في انتظار نهاية محتومة
مالكم تنظرون إلي هكذا ....هل سأموت ؟ نعم سأموت
وأنتم أيضا ستموتون ... مع أن أحدهم ربما يموت قبلي أيسخرون من أنفسهم أم من الموت أم من ماذا؟
أطالع تلك الوجوه المتشابهة الشاحبة أثناء سيري بين الغرف التي تشبه غرف السجون الكئيبة ..وأعود إلى غرفتي وأعود إلي ...أعود إلى نفسي قررت أن أظل وحدي
قررت أن أواجه الآلام وحدي ......سأظل منتظرا رغم طول الإنتظار ...سأظل أمتلك الأمل لزوال الآلام إلى الأبد
سأظل وحدي هنا بين جدران نفسي
سأظل منتظرا رحيلا إلى الأبد
طالما كنت وحدي
ولدت وحيدا وسأموت وحيدا وسأعيش وحيدا
أيام شاحبة كالوجوه
متشابهة تمر ببطئ ثقيل ممل
عندما تصبح كل أمانيك قرص منوم وقت اللزوم ودفتر وقلم وفنجان قهوة ..وأفضلها مرة كمرارة الأيام
فقط ذلك الوجه الأسمر الجميل سيظل دوما في الذاكرة
طالما نظرت في المرآة وحدثت ذلك الوجه الشاحب يذكرني أنه كان جميلا ...يخاطبني أنسيت ..لا.... كدت أنسى
-----------------
أنا لا أتمنى الألم ولكن مجرد إحساس بالأخرين الذين يعانون
The Pic from flickr by -sel


© All rights reserved