Tuesday, March 25, 2008

وجع النايات



عندما لا تستطيع أن تفرق بين ذبابة وجزيرة في المحيط
هذا هو الهذيان
أجمع أقاصيص وقصاصات
وأنثرها في غرفة الأحلام
أهي غرفة أحلام أم غرفة تجارب
يتركوني فيها كفأر أصلع منزوع الأذنان والعينان واللسان
ماذا تبقى إذاً
يطبقون علي كل تجارب الاشتراط الإجرائي
وكل أنواع الاشتراط
ذلك هو أنا الفأر الأصلع
.............................
أحملق في خارطة العالم المعلقة على جداري
كأني أنظر إلى خارطة عمري وكم العبث المختزن بها
صوت عود حزين في أذني
ليس صوت عود فقط
وجع النايات
نايات فارقتها الألحان حتى عندما يعزف معزوفته
أجده مبحوحاً حزيناً
في ركن الغرفة البعيد أجلس لا تُسلط علي الأضواء
أبكي بلا دمع
بل دموعي تنساب داخلي
نحيبي تسمعه النايات
يسمعه نورس حزين فارقه بحاره
بعد أن فقد أجنحته ومنقاره
ذلك الصوت الذي تعجز عن سماعه باقي الكائنات
حتى أقربهم إلي
ألحان الناي بلحنها السرمدي
تنساب داخلي وتمتزج بدموعي
تمتزج بصخب الألوان العنيفة المختلطة
في فوضى من العبث
ذلك هو كم العبث المختزن داخلي

ليس من السهل أن تنساب دموعي أمام الآخرين
ربما يعشش الحزن بين جنبات جسدي المتهالك
ربما عرف عرف طريقا إلى روحي وسكنها
ولكني مازلت أجاهد
زار الخوف قلبي فانتحر
قالوا لي : مايحزنك ؟
قلت وهل الإنسان غير أكوام من الأحزان
هل تستطيعون سماعي يامن يدعون الحزن
تعالوا وشاطروني ليالي الحزن والسفر
ولدي من عمري وذكرى الأمس بعض من صور
فلتذهبون إلى الجحيم جميعكم ولا حتى بقايا تلك الصور
فتلك البسمات زيف في زيف
أتخدعوني أم تخدعوا أنفسكم
يامن خدعكم الزمن بسعادة فانية
بالتأكيد تلك البسمات والضحكات البائسة
على أنفسكم
لتكتمل ت
لك اللوحة العبثية
لن تجدي كل أنواع المسكنات أو المسكرات
مع وجع النايات
فألمها عميق
حفرته الأيام والسنوات
تلك النايات منزوعة الشفتان
ألحانها حزينة
كما لو كانت صوت بركان
خامد
بارد
شارد
------------------

أنا (الحزين)..؟
الأبيات باللون الأحمر للشاعر فاروق جويدة
© All rights reserved
pics from Flickr.com