Friday, September 26, 2008

خطأ


كل واحد فينا عنده مصيبة وبلوى عملها في حياته وبيداريها ,وربنا بيستر عليه ,كل واحد له عالم آخر موازي , وجه آخر سيئ , تلك طبيعة بشرية ,الوجه الآخر المظلم ,وجه شيطان ووجه آخر وجه ملاك , لسنا شياطين ولاملائكة في المطلق ...ولكنها طبيعة بشرية ..الخطأ هو الأساس في الطبيعة البشرية...بدأها سيدي آدم وتوالت أخطاء بشرية جسيمه

ولكن أن تصر على الخطأ وتُظهر وجهك الجميل المبتسم في وضح النهار ونحسبك عند الله قديساً وعندما تتدلى ستائر الليل ..وجه آخر مظلم
لاتجعل الله أهون الناظرين إليك ...وأكبرالأبواب و أوسعها ..باب يسمى باب التوبة ..باب مفتوح على مصرعيه...تخيل أن الخطأ غير موجود ..تخيل سنصبح ذي طبيعة ملائكية ..تخيل لو أن الإنسان لم يخطأ ..لن يتعلم ..ببساطة لن يتعلم ..تخيل أيضاً أن عبداً ناسكاً قديساً لم يُخطئ ..مستحيل حتى هؤلاء يخطئون
الإنسان كنهر جاري لايظهر لنا منه إلا سطحه اللامع وماءه النقي..وفي قاعه صخور وقاع مظلم لايصل له النور لايراه الكثير..صدقني أقسم أن لو علمتم ذنوب أحدهم لما كان أستطاع أن يرفع عينيه في وجهوهكم ..أقسم لو أصبحت معلومه لبثقتم عليه وهذا حالنا ولكنه الستار
أسرع قبل أن تُفضح في الدنيا قبل الآخرة ...أسرع
المشكلة ليست الخطأ
ولكن المشكلة أن تصر على الخطأ

Thursday, September 18, 2008

رائحة الحقائب والسفر


15.9
نافذة الجدة , ذلك المكان الوحيد في العالم الذي إذا وضعت تحته رأسي أذهب في نوم عميق , أرفع رأسي لأرى نافذة حمام شقتنا القديمة عند الجدة , رائحة السفر والوداع تتسحب إلى ذاكرتي ,أيام الوداع حين تتجمع العائلة كلها , لم أكن أعي سبب الدموع , لم أكن أعلم جدواها , لماذا يبكون وأنا سعيد بالسفر , نستقل العربة ومازالت الدموع في عين أمي , لماذا مايسعدني يبكيها ؟...رائحة الحقائب والسفر مرة أخرى , ليلة التي تسبق يوم السفر , لاأنام أبداً تلك الليلة ,أظل أمني نفسي بتلك الساعة التي ستأتي أمي لتوقظني لأستيقظ وأرتدي ملابسي الجديدة وحذائي الجديد .....كأنه يوم العيد , أعلقها وأظل أراقبها طوال الليل , ولكن يأتي النوم على اللحظات الأخيرة لأفاجئ بأمي توقظني وأنا أقاومها ولكن لامفر ,أظل دقائق حتى أدرك مايدور حولي ...أمي في عجلة من أمرها تذهب من غرفة لغرفة في عجلة ..لهوجة صباح يوم السفر , أبناء الخالة يساعدونها في إعداد الحقائب الصغيرة المحمولة في اليد , وأنا مازلت لم أقرر النهوض للإستحمام ...صراخ أمي فقط هو مايرغمني على القفز من الفراش
رغم أن الشقة القديمة كانت صغيرة وضيقة ولكنها تحوي بين جدرانها الكثير من الذكريات التي أشتم رائحتها بين أثاثها ,رائحة النفتالين المدسوس بين الملابس ,الساعة البندول في الصالة التي كانت تظل تدق طوال الليل كأنها أصبحت من أساسيات المكان , صوت ساعة الشركة
تنطلق السيارة إلى القاهرة ذلك الطريق الذي دوماً ماكنت أنام وأفاجئ أننا على أعتاب القاهرة , نمر أولاً على مدينة نصر ,مكان أخر يحمل الكثير والكثير , الحي السابع , أتركها من السنة إلى السنة وهي لاتتغير نفس العمارة نفس الشقة نفس البلكونة الصغيرة المطلة عليها شجرة ..كثيراً ماكنت ألهو بأوراقها التي كنت أمزقها فتخرج سائلاً أبيض , نفس الميكرويف العتيق , دراجتي الحمراء بثلاث عجلات , صوت الطائرات التي تمر من فوقنا , أوراق مكدسة فوق بعضها البعض وكتب ...دقائق وننطلق
......


وداع أخير
تلك اللحظة التي يتركنا فيها الخال وحدنا داخل المطار وتكون أمي مسئولة عن كل شئ , وأنا ألملم شتات إخوتي المتبعثر بما أني الكبير..إجراءات السفر الممله والإنتظار الرتيب ..حتى ننتقل إلى القاعة الأخيرة ..نجلس حتى يحين وقت الصعود لمتن الطائرة ...كم كنت أعشق تلك اللحظة ..ذلك الممر الطويل الذي كنا نسير فيه حتى نجد أمامنا باب الطائرة ..وأمي كالعادة في عجله من أمرها
ماهي إلا ساعات قليلة حتى نجد الطائر تهبط ...وصلنا نعم وصلنا ..أنتظر تلك الفرصة التي أرى فيها أبي من بعيد , بعد الإنتهاء من إجراءات الوصول , نتلفت يميناً ويساراً في لهفه بحثاً عن الأب ...قادماً من بعيد مبتسماً ..دوماً ماكنت أجد فيه شيئاً مختلفاً كأن صورته مختلفة عما كنت أجهزها له في مخيلتي طوال ساعات السفر
يحتضنا ويقبلنا ويحتضن أمي ...أيضاً كنت أظن أن فائدة الأحضان والقبلات تتمثل في تلك اللحظات فقطأعود مرة أخرى حين أدرك أن النافذة الصغيرة مغلقة , كأني أهرب من كل ذلك ..ربما لم أصعد درجات السلم منذ سنوات ..مع أني أذهب للجدة طوال الوقت ..مالفائدة من التحليق في سماء الذكريات المعبقة برائحة الحقائب والسفر طالما أنني سأسقط على أرض الواقع في النهاية
------------
Pic from Flickr

Tuesday, September 09, 2008

هَلاوس بعد مُنّتَصَف الليل



9.8
لقد أثبّت لي أنك تحبني ,تلك الجمله التي ظلت عالقه ,التمشية الخفيفة هي الحل الأمثل في تلك الحالات ومن بعدها إذا لم تفي بالغرض فلتكن الكتابة ,لاأعرف أين هي وجهتي ,أتخذ طريقي ولكن أتراجع وأتخذ وجهة أخرى ,الشوارع خالية إلا من بعض المارة والسيارات ,ظلت الكلمات تتهاوى على رأسي كأنها ثقل , الكلمات فقدت جدواها , فلاشئ يقنع أبداً , نعم تلك هي الحياة نخطأ فيها كثيراً ولكن لايجوز أن نضرب بكل شئ عرض الحائط ,أن نتناسى كل شئ في لحظة , وتتناثر الذكريات بحلوها ومرها بكلمة , كلمة واحدة تنهي كل شئ , لحظة واحدة كانت فاصلة بيني وبين الموت ,عندما صاح أحد السائقين بلفظ نابي رن في أذني بعد أن كاد أن يدهسني تحت إطارات سيارته ,أتخذ طريقي إلى جسر فوق ممر مائي عريض ,بعض الصيادين جالسون على الجسرممسكين بسنانيرهم المتدليه في الماء , أقف وأستند بذراعي
لم أقل ذلك ,ماذا سأنتظر إذاً عندما تلقين بها في وجهي , سأنتظر عندما تقولين لي أنتَ لا تستحق حُبي ,أنتِ قلتيها بالفعل , هناك كلام يُفهم ,ولسنا في حاجه لقوله بصراحه لنستطيع إستيعابه , فإشارتكِ إلى أننا كنا أحباء وتكراركِ لكلمة كنا مفهومه , أننا لم نعد أحباء الأن , ولو كان الحب شخصاً أعتقد أنكِ ذبحتيه, أنظر إلى أسفل الجسر , مجرى المياه سريع , تتكون دوامات صغيره وكبيره ,كلما أنظر إلى الماء أصاب بدوار عنيف ,لا أعلم إذا كانت بسبب الماء أم بسبب شئ أخر,أنظر إلى ظل رأسي الساقط على سطح الماء بفعل مصباح عمود الإنارة من فوقي , أخشى السقوط في الماء بسبب ثقل رأسي ,لماذا تعمدت أن تقوليها لي بتلك الطريقه؟ أجابت لحرق دمك
لحرق دمي , كم تتعبين وتنهكين نفسكِ لحرق دم شخص مثلي لايستحق حبك ,ولكن هناك طرق كثيرة تستخدمينها على مدار الأيام , تُحرق دمي أيضاً ولكن لاتشعرين بذلك , ربما لتعودكِ على حرق دمي , فقد أعتدت على نعتي بالفاشل وإنتقاد كل ماأفعل وللأسف لم تتدركين أن كل ذلك حرق لدمي مبررةً ذلك بأنكِ تمزحين, هل تذكرين أخر شئ قمت به بنفسي وأظهرت إعجابكِ به ؟
أتخيل لوسقطت في الماء الأن ,تخيلي سأغرق محروق الدم ,أتخيل أن ينتابني دوار ويسحبني ثقل رأسي إلى الماء ,وتسحبني الدوامات أكثر وأكثر ببطئ مميت ,أبتلع كميات من المياه العذبه ذات الرائحة الكريهه , تُغمر رئتاي بالماء بالكامل ,تخرج فقاقيع صاعدة إلى السطح
أن تُغرق علاقة من المفترض أنها علاقة إنسانية تبتعد تماماً عن الماديات والأعداد و الأرقام إلى العكس تماماً , هل تنتظرين أن نحضر ورقة وندون فيها كم مرة جلسنا سوياً وكم مرة تحدثنا سوياً وكم مرة أخبرتك أنكِ حبيبتي وصديقتي المفضله شفهياً وكتابة , وكم مرةأخذت المبادرة لدعوتك للتمشية قليلاً ,وكم مرة أحضرت لكِ باقة من زهورك المفضلة , كم وكم وكم ...لم يبقى أي شئ فقد طغت المادة والأرقام على كل شئ فلم يعد هناك جدوى من الحب ولا الصداقة و لا .....الحياة
تبتعد مصابيح الإنارة رويداً رويداً , ويصبح كل ما حولي ظلام في ظلام إلا بعض النقط المضيئة الصغيرة في الأعلى , أتمنى أن تتذكرين أن عبارة روحين في جسد واحد , هي عبارة رومانسية تُقال فقط في اللحظات السعيدة , لأننا جسدين وروحين وشخصين مختلفين كل منا له شخصية وليس من حقي أن أطغى بشخصيتي ولامن حقكِ أيضاً , يرقد جسدي في قاع المجرى وأدرك أنني لم أكن أتخيل وأنني مت بالفعل

Sunday, September 07, 2008

نقاط

العقل هي النقطة الصامده في عواصف اللامنطق والغير معقول التي تعصف بشواطئ كل يوم في ذلك العالم المتناقض, يمكن أن يكون التفكير أيضاً من نقاط القوة ولكن في بعض الأحيان يزيد عن حده ويكون نقطه ضعف
القلب هو نقطة ضعفي , نعم إنه القلب مصدر كل الكوارث التي تجتاح حياتي فلا أستغرب أنه قلب , يتقلب ويتغير ,كما يتقلب الزمن لذلك أتخيل أنه الأن أصبح كالأسفنجه رُشقت في إبر من كل شكل ولون
اللسان أيضاً نقطة ضعف ..أحياناً أتفوه بكلمات لاأدرى معناها إلا بعد التفكير وأحياناً لا أدرى معناها أبداً
اللسان أيضاً لاأستطيع التعبير به في الكثير من الأوقات , ويخونني اللسان ويتركني صامتاً في موقف لاأحسد عليه
............

أكثر ما أخاف منه هو الغد أو المستقبل
أخاف من الفئران
........
لو أمتلكت مليار ...؟
لا أعلم بالفعل مالجدوى من لو تحديدا مادامات لن تحدث ..أكره كلمة لو
لكن لو كان هناك ملياراً بعيداً عن الإجابات المعتادة ...التبرع وبناء مستشفى وغيره
لا أعلم بالفعل ماذا سأفعل به...الحقيقة لو جاء سأكون مرغماً على التفكير ساعتها
..............
وليد صديقي أنت شخص لايوجد منك إثنان في العالم ...وذلك شئ طبيعي فلا يوجد نسختان متطابقان لأي إنسان في العالم , لذلك فأنت تتختلف عن الأخرين بشخصيتك بشكلك بعيوبك بمزاياك بكل شئ فيك , فحاول أن تكون أنت وليس أحد أخر و أنا أيضاً فلأحاول أن أكون أنا ,أشعر أحياناً أنك طفل كبير مادمت تحب أن تستمع لرأيي فيك ( ومن منا لايحب ذلك ) أشعر أحياناً أنك تستبق الأحداث وتأخذ أحكام مًسبقه , لاتتسم بالمرونه والبساطه في بعض الأحيان أحياناً تًعقد الأمور أكثر من اللازم وتفكيرك الطويل يقودك إلى نتائج سيئه في العاده , عاطفي نعم عاطفي وحساس ..نسبة إلى الحواس ,الملموس , الماديات ,الأشياء المحسوسه , ومنها تنبثق الماديه وهذا ليس شئ سيئ كما تتخيل , فأنت تفكر بالأرقام وهذا ليس عيباً أيضاً ,والدليل سؤالك السابق وإهتمامك بالكم أكثر من الكَيف في بعض الأحيان ,
معلوماتى قليلة وماحبش حد يكون اعلى منى " هذا هو كلامك ..معلوماتك قليله ليس في كل شئ بالتأكيد , هناك بعض الموضوعات التي تتحدث فيها جيداً وأنت تعلم ذلك ,لماذا؟
لأنها كانت من إهتمامتك , فمثلاًَ مثلاً أنت مهتم باللغه الفرنسيه ..كيف أصبحت ذلك ..عن طريق المتابعه والإهتمام والحب قبل كل شئ وفي المقابل أن غير مهتم بتلك اللغه ومهتم بأشياء أخرى وهكذا ,المعلومات تأتي من الإهتمام بشئ ما ...عدم إهتمامك بأي شئ تلك هي مشكلتك ..عالجها بنفسك ,أن تستطيع التحدث في أي موضوع وتظهر إهتمامك بمواضيع يحبها الناس ذلك هو أوسع الأبوب لدخول قلوبهم( إذا كنت تريد أن تكون محبوباً ) فعندما تجد شخص يشاركك إهتمام فذلك شئ يسعدك
عدم حبك لكون أحد أعلى منك في نقطة المعلومات ..أو أي شئ ..تلك مشكله كبيره أيضاً ..ولا ذنب للأخرين فيها ..حاول أنت تتعامل مع ذلك ببساطه ,لامشكله أبداً أن يكون أعلى مني , فكلنا غير متساويين في كل شئ , ولا أعتقد أن في الأمر ثمة تباهي أبداً وحتى لو كان ذلك في بعض الأحيان ...تلك طبيعه بشريه في كل الناس ,فكلنا يحب التباهي ليملأ فراغات ونقص في شخصيته ,أنا أتباهي في بعض الأحيان وأنت تتباهى أيضاً حتى بدون أن نشعر ...هل يمكن مثلاً أن أقول أنك عندما تنطق بعض الكلمات باللغه الفرنسيه أو تسألني عن كلمه بالفرنسيه وأجيبك أنني لاأعرف ؟ هل يمكن أن أشعر مثلاً بأنك تفرض نفسك وتستغل فقري في تلك اللغه مثلاً وتتباهى بها أمامي ؟
...
كانت تلك بضعة أسئله موجهه من الصديق العزيز وليد ,المهم وجهها إلى غيره ولم يجب عليها هو لذا منتظر إجاباته

Monday, September 01, 2008

مبـــ آلف ــــــــروك


فراشتين بيحلموا
وبكره وردي أكيد
والفرحة في عيونهم
والأمل في قلوبهم
زرعوها
زرعوها نبته صغيره
كبرت بالحب شجرة بفروع مزهرة
زرعوها بكل ألوان الطيف
زرعوها في الشتا والصيف
فراشتين رسموها ورده على جدار قلوبهم
خبوها من الريح والرب حارصهم
وليد ده شاب مرسومه في كفوفه,
على جبينه و في جوه قلبه إسمها
إسمها مها
مكتوب على إسمها إسمه
وفي النهايه ماتقدرش تفرق مابين إسمها وإسمه
عزفوها لحن جميل
زي مايكون همسه
رسموها لوحة للزمن ذكرى
رسموها بدموع البعد
مقدرش بين القلوب يفرقهم
لأن الجذور ضاربه في قلوبهم
جذور عنيده وشديده ( زي راسهم )؟

فراشتين والرب حارصهم
أدعي لربي يسعدك
ويملى كل لياليكم سعادة وفرحة
----------
كُتبت في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل بعد أن تلقيت إتصالاً أسعدني