Tuesday, September 09, 2008

هَلاوس بعد مُنّتَصَف الليل



9.8
لقد أثبّت لي أنك تحبني ,تلك الجمله التي ظلت عالقه ,التمشية الخفيفة هي الحل الأمثل في تلك الحالات ومن بعدها إذا لم تفي بالغرض فلتكن الكتابة ,لاأعرف أين هي وجهتي ,أتخذ طريقي ولكن أتراجع وأتخذ وجهة أخرى ,الشوارع خالية إلا من بعض المارة والسيارات ,ظلت الكلمات تتهاوى على رأسي كأنها ثقل , الكلمات فقدت جدواها , فلاشئ يقنع أبداً , نعم تلك هي الحياة نخطأ فيها كثيراً ولكن لايجوز أن نضرب بكل شئ عرض الحائط ,أن نتناسى كل شئ في لحظة , وتتناثر الذكريات بحلوها ومرها بكلمة , كلمة واحدة تنهي كل شئ , لحظة واحدة كانت فاصلة بيني وبين الموت ,عندما صاح أحد السائقين بلفظ نابي رن في أذني بعد أن كاد أن يدهسني تحت إطارات سيارته ,أتخذ طريقي إلى جسر فوق ممر مائي عريض ,بعض الصيادين جالسون على الجسرممسكين بسنانيرهم المتدليه في الماء , أقف وأستند بذراعي
لم أقل ذلك ,ماذا سأنتظر إذاً عندما تلقين بها في وجهي , سأنتظر عندما تقولين لي أنتَ لا تستحق حُبي ,أنتِ قلتيها بالفعل , هناك كلام يُفهم ,ولسنا في حاجه لقوله بصراحه لنستطيع إستيعابه , فإشارتكِ إلى أننا كنا أحباء وتكراركِ لكلمة كنا مفهومه , أننا لم نعد أحباء الأن , ولو كان الحب شخصاً أعتقد أنكِ ذبحتيه, أنظر إلى أسفل الجسر , مجرى المياه سريع , تتكون دوامات صغيره وكبيره ,كلما أنظر إلى الماء أصاب بدوار عنيف ,لا أعلم إذا كانت بسبب الماء أم بسبب شئ أخر,أنظر إلى ظل رأسي الساقط على سطح الماء بفعل مصباح عمود الإنارة من فوقي , أخشى السقوط في الماء بسبب ثقل رأسي ,لماذا تعمدت أن تقوليها لي بتلك الطريقه؟ أجابت لحرق دمك
لحرق دمي , كم تتعبين وتنهكين نفسكِ لحرق دم شخص مثلي لايستحق حبك ,ولكن هناك طرق كثيرة تستخدمينها على مدار الأيام , تُحرق دمي أيضاً ولكن لاتشعرين بذلك , ربما لتعودكِ على حرق دمي , فقد أعتدت على نعتي بالفاشل وإنتقاد كل ماأفعل وللأسف لم تتدركين أن كل ذلك حرق لدمي مبررةً ذلك بأنكِ تمزحين, هل تذكرين أخر شئ قمت به بنفسي وأظهرت إعجابكِ به ؟
أتخيل لوسقطت في الماء الأن ,تخيلي سأغرق محروق الدم ,أتخيل أن ينتابني دوار ويسحبني ثقل رأسي إلى الماء ,وتسحبني الدوامات أكثر وأكثر ببطئ مميت ,أبتلع كميات من المياه العذبه ذات الرائحة الكريهه , تُغمر رئتاي بالماء بالكامل ,تخرج فقاقيع صاعدة إلى السطح
أن تُغرق علاقة من المفترض أنها علاقة إنسانية تبتعد تماماً عن الماديات والأعداد و الأرقام إلى العكس تماماً , هل تنتظرين أن نحضر ورقة وندون فيها كم مرة جلسنا سوياً وكم مرة تحدثنا سوياً وكم مرة أخبرتك أنكِ حبيبتي وصديقتي المفضله شفهياً وكتابة , وكم مرةأخذت المبادرة لدعوتك للتمشية قليلاً ,وكم مرة أحضرت لكِ باقة من زهورك المفضلة , كم وكم وكم ...لم يبقى أي شئ فقد طغت المادة والأرقام على كل شئ فلم يعد هناك جدوى من الحب ولا الصداقة و لا .....الحياة
تبتعد مصابيح الإنارة رويداً رويداً , ويصبح كل ما حولي ظلام في ظلام إلا بعض النقط المضيئة الصغيرة في الأعلى , أتمنى أن تتذكرين أن عبارة روحين في جسد واحد , هي عبارة رومانسية تُقال فقط في اللحظات السعيدة , لأننا جسدين وروحين وشخصين مختلفين كل منا له شخصية وليس من حقي أن أطغى بشخصيتي ولامن حقكِ أيضاً , يرقد جسدي في قاع المجرى وأدرك أنني لم أكن أتخيل وأنني مت بالفعل