Sunday, February 01, 2009

الجبل الجليدي


ذلك هو الجبل الجليدي الذي ظل يعلو ويعلو حتى أنفصل كلينا عن الآخر وأصبح كل منا في جزيرة منعزلة عن الآخر ,وباتت الكلمات تخرج من الأفواه مختنقة وكلانا ينظر إلى الأخر في ريبة وسكون منتظر ردة فعل لم يحدث , وبتنا نتحاشى النظر والحديث والضحك إلا فيما نُدر , بعض المحاولات المُجهضة والأحاديث المختنقة والصمت الطويل .
لم تعد تلك الكلمات الحانية بل أكثر جرأة على نكأ الجرح والإستهانة به , لم تعد تلك اللهفة على القطيعة والخوف من توابعها السيئة في النفوس بل كبراً وهروباً وإستهتاراً بالمشاعر.
لم تعد ...بل تلاشت كل آمالي في عزاء للنفس المهترأة بعد جُرحيّن تلاصقا في المكان والزمان
قاربت على خمس سنوات صداقتنا التي أوشكت على التلاشي ...لماذا؟
ببساطة ..شخصان توقفا في مفترق طرق ...كل منهما أتخذ طريقاً مختلفاً , طريقان متوازيان لايتقابلا أبداً إلا إذا عاد أحدهما ,هل يصلح أن تبقى صداقة بذلك الشكل بين شخصين كل منهما له عالمه المختلف عن الآخر ..مستحيل
هل تعلم معنى السأم من السؤال لأني سئمت من سماع نفس الإجابة التي تؤلمني بشدة؟
هل تعلم معنى السأم من الإقناع لأني سئمت من الجدال والنقاش العبثي الذي لاطائل منه سوى العودة إلى نقطة البداية كأننا في قصر التيه ؟
هل تعلم معنى السأم من النصح لأني سئمت من سماع كلمة " لادخل لك في ذلك "؟
هل شعرت بذلك الألم الذي يعتصرني عندما أتخيلك في عالمك الذي تأبى تركه ؟
هل شعرت بألم التقصير الذي ينتابني عندما أرى الساقطين من أصدقائي في حفرتك
العميقة المظلمة وأنا محرر الأيدي ولكن لاأفعل شيئاًَ ؟
هل تشعر بذلك الآلم عندما أستمع إلى تلميحات الإنتقاص من قيمتي و صداقتي لك؟

هل تتذكر ذلك اليوم ..الذي كنت أحاول لملمت أشلائي المتبعثرة في الطرقات باحثاً بها عن مأوى عندك وإذا بك أنت الأخر تلقي بي في هوة من الألم ..أنتظرت لعلك تعد وتثبت أنها كانت ساعة غضب لاأكثر ولاأقل ..ولكن حتى هذه اللحظة لم تثبت لي ذلك .

سألتك هذا السؤال هل العيب مني ؟
نفاه لسانك و بعدها بيوم أكدته أفعالك
قلها لي نعم العيب فيك أنت ...تتعامل مع العالم بسوء نية وأنانية مُبيته داخلك وصداقة مبنية على المصالح لاتشعر بها أو تحاول أن تخفيها
قلها لي ..أنني إنسان لايجيد حتى نصح أصدقائه ...قلها ..قل أنني أقابل إحسانك لي بالبثق والسب في وجهك وأنني لاأجيد التعامل مع ذوي المشاعر المرهفة والتضحيات اللا متناهية ...الحقيقة المؤسفة أنك قلتها بالفعل والكارثة الأكثر آسفاً أنك لم تشعر بذلك
تخيل قاربت صداقتنا على خمس سنوات ولم تتغير التغيير المنشود الذي كنت آمله .
لك حق الإختيار بين أن تكمل في طريقك الذي سلكته حتى قبل أن تعرفني بسنوات وتلقي بصداقتنا في أقرب مقلب زبالة
وبين طريق الله الذي أتوق أن يجمعنا يوماً .
أخي ..أخشى عليك وعلى نفسي من نار جهنم .