Wednesday, October 31, 2007

صيصان


لايشغلون حيزاً كبيراً في ذلك العالم الكبير
مايحتاجونه فقط علبة يضعون فيها
وغذائهم بسيط..يقتاتون على الفتات
قطرات الماء هي شرابهم الوحيد
لا نشعر بهم في بعض الأحيان إلا عندما يحدثون ضجة بسيطة ...لكنها تلفت الإنتباه دائماً,هم من يدفعون الثمن دائماً ,في غمار أمواج الحياة وتلاطم الزمن ..دائماً تركلهم الأقدام,تتقاذفهم الأقدار والأقدام في كل الإتجاهات ...في الصباح الباكر عندما تداعب العصافير خدود الفتيات الزهرية ..ترى من بعيد صيصان جميلة تسير كما لوكانت فوجاً من كائنات البطريق من القطب الشمالي ..تحمل على كتفيها أضعاف أوزانها...ولكنها بدلاً من أن تكون صيصان تملئ الدنيا مرحاً...تراها شاحبة ,صامتة.؟
لا أعلم ماهو الشئ الذي أرغمني على الربط بين أحد المشاهد التي رأيتها في أحد الأفلام( يحكي عن طفل أفغاني ..يعيش في الكهوف
كان المشهد لمدرسته ...مدرسة معدمة ..)..؟
والمشهد الأخر ..مدرسة أبتدائية أتلقى بها تدريباً..لن أصف حالة المدرسة المزرية ولكن فقط مالفت إنتباهي هؤلاء الصيصان..الذي ليس لهم أي ذنب في كل ماحولهم..فقط مايريدوه
علبه صغيرة وفتات وقطرات ماء..لتعود لهم ألوانهم الطبيعية

Tuesday, October 30, 2007

سذاجة

أنت المخطئ ..أنت المخطئ ..أنت المخطئ
لا أدري ولكن من منا لايخطئ ..كلنا نخطئ ..ولكن القليل هو من يتعلم من خطأه
بعد أن وضعت السماعة ...ماهذا الرد؟
شخص يمكن أن يسمع جملة كتلك كان من المؤكد أن يكون رد فعله مختلفاً
عندما أراك ..أتذكر مشاكلي وهمومي
رنت الجمله في أذني ..وسكت قليلاً
أخيراً خرجت من كبتها وأسرها اللعين
كأني أحس تلك الكلمات منذ فتره ولكني لم أتخيل أن يقولها يوماً
كأني أختزن ذلك الشعور المرير منذ أمد
هل تعرف ذلك الشعور البغيض ...ذلك الشعور بعدم القبول
أنت إنسان غير مرغوب فيه ..هل أنت أبله ..أم لاتفهم العربية ..لقد قالها ..وأيضاً كان رد فعلك فاتراً
كأنه يتحدث عن شخص غيرك
هل رأيت غباء بذلك الشكل من قبل
الغريب أن رد فعلي كان كالأتي
من المؤكد أن ذلك الشعور يرجع سببه لكلينا ..نعم بالتأكيد ..(هل مازال يعيش ذلك النوع من السذاجه على وجه الأرض)..؟
لقد قصدت أن تتجاهل لم تبين لماذا ذلك الشعور ..لم تعلق على تلك الكلمات لم تبين وجهة نظرك ولا لماذا ولا كيف...فقط ماتقصده دائما كيف تترك جرح غائر
------------------------------
كان من الممكن أن يكون رد فعلي مختلفاً...لولا أن هناك محبة لك ..لذلك أختلقت لك الأعذار ..وأرجعت الخطأ علي أنا..كان من الممكن أيضاً أن تكون أقل قسوة ..كان من الممكن أن تكون أقل صراحة ..نعم بالتأكيد الصراحة والحقيقة السافرة في بعض الأحيان تؤلم ..أم ظننت أني جردت من الأحساس والشعور ..لذلك إذا كنت كما قلت أني أثير الهموم والكآبة داخلك ..فالحل بديهي جداً
حتى وأنا أكتب تلك الكلمات ..فما زلت أحتفظ بالقليل ..القليل..مازلت أقل قسوة..؟
-----------------------
هناك بين الناس وبعضها البعض علاقات متعددة ..تلك العلاقات تحوي بداخلها الجيد والسيئ..ونحن من نحدد أن نذكر أيهما..سمعتها ولكن لا أتذكر أين ...نحن من نتحكم في أي ذكرى نعيش ...فإما سعادة وإما عذاب
مازلت أتذكر تلك الذكريات المفرحة ..حتى لاتشرد في غربة حالكة السواد..غربة تصر على أن تسقطني فيها..؟

Saturday, October 27, 2007

إعادة ترتيب


قميص كاروهات بني

مركون في أخر الدولاب

وحيد

أكمامه وياقته مبرومين

يااااه ..قاسى كتير

لأنه منسي

ياما قاسى من سخونة المكوه الحديد

قميص كروهات بني

...

عرف طعم النسيان والركنة

مركون جامبه تي شيرت مخطط

أسود في أبيض في رمادي

شبه أيامي اللي فاتت

باهت من غير ألوان

عليه بقع حبر قديمه باهته

الأتنين ليا معاهم ذكرى معينه

...

أول إمبارح قطعت الصور الملزوقة على الحيطة اللي جمب السرير

صور..أخر الموديلات لأفخم السيارات

لم أجد لها فائدة ..حيث أني لن أركبها في يوم من الأيام

...

أردت أن أعيد تشكيل مملكتي من الداخل

وضعت أهم كتابين بجوار السرير ..

أحدهم لديل كارنيجي والأخر لعائض القرني

...

أخذت الكثير من القرارات بشأن

الحب والصداقة

بعد إكتساب رؤية جديدة في شهر رمضان

أردت أن أبدأ سنتي العشرون بداية منظمة

أرجو أن تكون منظمة

...

أما دواوين الأشعار..وضعتها على الأرفف

نزار..جويدة..مطر..أدونيس..عبدالصبور..درويش..بلند الحيدري..حجازي..وأخرون

سأعود إليهم

للأسف إنه إدمان

...

وهناك يرقد المصحف على الطاولة

قررت أن لاأترك ذرات الأتربه تعلوه مره أخرى

...

لاأمحوها

بل أعيد تشكيل خارطتي

خارطة أيام

لا أهدر أوقاتي في التفكيرفي أمور لاأستفيد منها في شئ

...

سأرتدي القميص البني الكروهات ..ولن أتركه وحيداً..سأصلح ذلك الحرق الصغير الذي أحدث ثقباً في الكم

سأحاو أن أجرب أشياء جديدة..وأن أنتقل من المساحات الرمادية والبيضاء والسوداء

إلى مساحات ملونة أكثر

Friday, October 12, 2007

أيام الطين

شجرة الجميز في درب الشراقوة..شجرة عتيقة ضربت بجذورها في أرض القرية منذ مئات السنين ..ذلك الزقاق كان العرب(البدو) يقفون فيه ويقيمون به لبعض من الأيام ..كانوا يأتون للتجارة ..من بعيد سواد كونته جلاليب بعضهن ذاهبات إلى الترب وفي أيدي بعضهن أطباق القرص والكحك(رحمة ونور) يمرون عليهن ولا يهتمون أو لايعلمون ما يفعلن..كان الأطفال يمرون على ساقية مهجورة ..كانت تنسج حولها خرافات بأنها مسكونة ..لأن من عشرات السنين قتل عندها أحدهم ..وبجانبها دار أم أحمد ..كانت طيبة ..لا تفارق الإبتسامة وجهها البشوش كلما زارها الأطفال أعطتهم أكواب الينسون ..كانت الأكواب مكسورة من الأطراف ..كانوا يتلمسون الطرف السليم ليشربوا الينسون الساخن ..وبعد ذلك يخرجوا وعندما يمرون بجانب مكنة الطحين ..كانوا يهرولون ..كانت هناك خرافة أخرى بأنها تأكل العيال الصغيرة ..يمرون بدار عم مصيلحي الغفير بحمارته التي لا تكف عن الأكل طوال النهار وعندما يقتربون ..يهم واقفاً ...صائحا فيهم..و العمة صفية كانوا يمرون عليها تقبلهم وتعطي لكل منهم صاغ عيدية ....كان هناك البعض في بعض الأحيان يوزع الحلوى عليهم..على المغربية يجلسون في ظل شجرة على اطراف غيط أرضه شراقي مهجور